كتب عمر حلمي الغول: كان المرء أكد في اعقاب اعلان الحكومة الاسرائيلية المصغرة عن قطاع غزة منطقة معادية، ان هذا الاعلان ليس جديدا، وكانت الحكومة الاسرائيلية اعلنته في اعقاب الانقلاب مباشرة والدليل انها جمدت الكود التجاري، وشددت من عملية الحصار على القطاع، كما ان اسرائيل لم تأت بجديد فهي فسرت الماء بعد جهد بالماء، بتعبير آخر، ان العلاقة القائمة بين الشعبين، هي علاقة عداء وليست علاقة تعايش وتفاهم، أليس كذلك يا سيد برهوم؟ الذي استغرب الاعلان الاسرائيلي واعتبره اعلانا معاديا، وكأن لسان حال فوزي برهوم يقول ان العلاقات الحمساوية- الاسرائيلية، علاقات ودية، وطرأ عليها تحول مفاجئ اربك حسابات حركة حماس المقاومة لوحدة الشعب والقضية والمشروع الوطني والاطر الوطنية. ويأتي هذا الاعلان ايضا لاطلاق اليد الاسرائيلية مجددا في ارتكاب أي جرائم جديدة ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني، من خلال الحملة الدعاوية، التي تنفذها، مع ان الجرائم الاسرائيلية لم تتوقف يوما، وهي جرائم متعددة الاشكال والالوان.
وعطفا على تصريح الناطق باسم حركة حماس آنفا، أماطت وكالة معا عن محاولة اتصال جديدة بين حركة حماس ووزارة الدفاع الاسرائيلية عرض خلالها الدكتور غازي حمد، الناطق باسم رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية على متان فلناتي، نائب وزير الدفاع الاسرائيلي هدنة مع حركته في القطاع تشمل وقف اطلاق القذائف محلية الصنع مقابل تسهيلات على المعابر ووقف الاعتداءات الاسرائيلية.
وفوجئ السيد حمد عندما اتصل معه الاخ ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة معا ليستوضح منه عن العرض الذي تقدم به لنائب وزير الدفاع الاسرائيلي. صدم وتلعثم في الرد. كما ان متان فلنائي رفض مقابلة اللحام، لانه يريد أن يبقى الموضوع طي الكتمان، لا سيما وان الكشف عن العرض الحمساوي يأتي مباشرة بعد تجديد اعلان المجلس الوزاري المصغر عن القطاع منطقة معادية، لذا لا يريد ان يضع حكومته في حالة حرج وارباك جديدة امام الشارع الاسرائيلي وايضا امام القيادة الفلسطينية الشرعية وامام الرأي العام العالمي.
الملفت للنظر في اتصال غازي حمد، انه يتم مباشرة مع وزارة الجيش الاسرائىلي وليس مع أي جهة اسرائيلية اخرى ودون وسيط الامر الذي يؤكد استمرار وتواصل الصلة القائمة بين حركة حماس ممثلة بشخوص قياداتها وكوادرها المختلفة، ويكشف عن وجود تنسيق وتوافق بين القيادة العسكرية الاسرائيلية وقيادة حركة حماس على ما يجري في الساحة الفلسطينية في حدود المصالح المشتركة ضد القيادة الفلسطينية الشرعية، التي يمثلها الرئىس محمود عباس وحكومته الشرعية بقيادة الدكتور سلام فياض، وضد المشروع الوطني. كما ويؤكد على استعداد حركة حماس الذهاب بعيدا مع القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية لضرب ركائز عملية التسوية السياسية، وتمزيق راية الامل الفلسطينية.
والمثير في الاتصال والعرض، الذي تقدم به الدكتور غازي حمد باسم حركة حماس في انه يأتي بعد ان حاول المذكور في لقاءاته مع ممثلي الاتجاهات السياسية الاخرى وخاصة في نقابة الصحفيين في غزة الايحاء بانه مختلف مع قيادة الحركة >حماس<، وانه ترك مواقعه في الحركة، الامر الذي يفضح لعبة حمد الجديدة، وتضرب مصداقيته.
وفي هذا السياق، تحتم المعطيات الموجودة على ممثلي فصائل العمل الوطني والاسلامي، بما في ذلك من يطلقون على انفسهم تيار الوسط، القراءة المدققة لحركة حماس وخياراتها السياسية، وأبعاد تحركاتها وآثار سياساتها على الشعب والقضية والحركة الوطنية، أي عليها اعادة نظر جدية في تعاطيها مع حماس، التي تسعى على مدار الساعة للتنسيق مع الحكومة الاسرائيلية وفي نفس الوقت تدعي المقاومة؟ والدفاع عن خيار المقاومة؟ وهي في الجوهر ليس كذلك، ولم تكن المقاومة الا شعارا وجسرا للوصول الى المواطنين وتضليلهم واستخدامهم في مواجهة السلطة الوطنية لوضع العصي في دواليبها.
اتصال وعرض حمد مع فلنائي كشف ويكشف هزال وافلاس الخطاب الحمساوي ولم يعد خطاب المزاودة وسياسة الاستعراضات التي مثلها نزار ريان في الايام القليلة الماضية فضلا عن الانتهاكات الدموية واليومية ضد المواطنين والمناضلين الابرياء تحمي حركة حماس، بل انها عمقت وستعمق الازمة الحمساوية وتعجل في افولها واندثارها. الا اذا تراجعت عن كل اخطائها وخطاياها وفي مقدمتها العودة عن الانقلاب الاسود واثاره الكارثية وعادت لاحضان الشعب والسلطة.................