إلى زهرة المدائن في رثاء الشهيد **ياسر عرفات**
--------------------------------------------------------------------------------
يا زهرة المدائن تحية من خان يونس نهديك صمودنا ومجدنا
ومن شبيبة الفتح في عرينها كتبنا لك من دمائنا ومن صوتنا
فخبر زفاف الياسر قد وقع كوقع الرعد على مسامعنا
فقسما كأن رحيله قد كان كمن من مر الموت قد دنا
فصار الغضب في كل وريد حتى من نار الغضب فكت قيودنا
فبكينا بكاء حزينا مريرا فاقت عدد حبات المطر دموعنا
فذكرنا الأيام الخوالي مع الياسر كما ذكرنا كل من كان معنا
فما هو ذنبك ولا هو ذنبه بل هو ذنب من يسمون أنفسهم أسيادنا
فيا قدس عفوك
فيا قدس عفوك
فوالله ما استطاعت العيون أن تسجل ما بنا
فكيف للأسود في فتح كيف لنا أن لا نذكر الياسر كلما أشرق فجرنا
فقد كان رجلا صلبا قويا ومن غير الياسر قد زرع حب الأرض بنا
فقد كان الصديق والأب والأخ والمعلم حتى أنه كان ورغم البعد عطرنا
عشناه خصما عنيدا ورائعا بل والله هو الذي عاش فينا كذاتنا
فمن فتح ومن كل من عرف الياسر له ولك رخيص نقدم أرواحنا
ضاع الكلام منا كما ضاع الياسر منا
الياسر القائم الذي عليه قائمة آمالنا
فألا يا عيون الياسر اطمئني
ألا يا عيون الياسر اطمئني
فلن نبخل لأجل الياسر بدمائنا
فرب السماء وحده عنده العلم بما أصاب عقولنا وقلوبنا ونفوسنا
فكيف سنغني أغنية النصر يوما
وقد مات على الوتر الحزين لحننا
فصبرا صبرا يا قدس ولا تحزني
فوالله إن الياسر أبدا ما رحل
فما دمنا نتنفس هواء فلسطين عطرا
فإن الياسر أبد الدهر هو ثأرنا
فإن الياسر أبد الدهر هو ثأرنا